فصل: قال أبو حيان في الآيات السابقة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وقرأ جمهور من القراء {ق} بسكون الفاء. قال أبو حاتم: ولا يجوز غيرها إلا جواز سوء.
قال القاضي أبو محمد: وهذه القراءة تحسن مع أن يكون {ق} حرفًا دالًا على كلمة. وقرأ الثقفي وعيسى: {قاف} بفتح الفاء، وهذه تحسن مع القول بأنها اسم للقرآن أو لله تعالى، وكذلك قرأ الحسن وابن أبي إسحاق بكسر الفاء، وهي التي في رتبة التي قبلها في أن الحركة للالتقاء وفي أنها اسم للقرآن.
و{المجيد} الكريم الأوصاف الكثير الخير.
واختلف الناس في الضمير في: {عجبوا} لمن هو فقال جمهور المتأولين: هو لجميع الناس مؤمنهم وكافرهم لأن كل مفطور عجب من بعثة بشر رسول الله، لكن المؤمنون نظروا واهتدوا، والكافرون بقوا في عمايتهم وصموا وحاجوا بذلك العجب، ولذلك قال تعالى: {فقال الكافرون هذا شيء عجيب}. وقال آخرون بل الضمير في {عجبوا} للكافرين، وكرر الكلام تأكيدًا ومبالغة. والإشارة بهذا يحتمل أن تكون إلى نفس مجيء البشر.
ويحتمل أن تكون إلى القول الذي يتضمنه الإنذار، وهو الخبر بالبعث، ويؤيد هذا القول ما يأتي بعد. وقرأ الأعرج وشيبة وأبو جعفر {إذا} على الخبر دون استفهام، والعامل {رجع بعيد}، قال ابن جني ويحتمل أن يكون المعنى أإذا متنا بعد رجعنا، فيدل: ذلك {رجع بعيد} على هذا الفعل الذي هو بعد ويحل محل الجواب لقولهم: إذا. والرجع: مصدر رجعته. وقوله: {بعيد} في الأوهام والفكر كونه فأخبر الله تعالى ردًا على قولهم بأنه يعلم ما تأكل الأرض من ابن آدم وما تبقى منه، وإن ذلك في الكتاب، وكذلك يعود في الحشر معلومًا ذلك كله.
و(الحفيظ): الجامع الذي لم يفته شيء. وقال الرماني: {حفيظ} متبع أن يذهب ببلى ودروس، وروي في الخبر الثابت: أن الأرض تأكل ابن آدم إلا عجب الذنب، وهو عظم كالخرجلة، فمنه يركب ابن آدم، وحفظ ما تنقص الأرض إنما هو ليعود بعينه يوم القيامة، وهذا هو (الحق).
وذهب بعض الأصوليين غلى أن الأجساد المبعثرة يجوز أن تكون غير هذه، وهذا عندي خلاف لظاهر كتاب الله ولو كانت غيرها فكيف كانت تشهد الأيدي والأرجل على الكفرة إلى غير ذلك مما يقتضي أن أجساد الدنيا هي التي تعود. وقال ابن عباس ومجاهد والجمهور، المعنى: ما تنقص من لحومهم وأبشارهم وعظامهم. وقال السدي معنى قوله: {قد علمنا ما تنقص الأرض منهم} أي ما يحصل في بطنها من موتاهم، وهذا قول حسن مضمنه الوعيد.
وقال ابن عباس أيضًا في ما حكى الثعلبي، ممعناه: قد علمنا ما تنقص أرض الإيمان من الكفرة الذين يدخلون في الإيمان، وهذا قول أجنبي من المعنى الذي قبل وبعد، وقيل قوله: {بل كذبوا} مضمر، عنه وقع الإضراب تقديره: ما أجادوا النظر أو نحو هذا، والذي يقع عنه الإضراب ب {بل}، الأغلب فيه أنه منفي تقضي {بل} بفساده، وقد يكون أمرًا موجبًا تقضي {بل} بترك القول فيه لا بفساده، وقرأ الجمهور: {لَمّا} بفتح اللام وشد الميم. وقرأ الجحدري: {لِمَا} بكسر اللام وتخفيف الميم، قال أبو الفتح: هي كقولهم: أعطيته لما سأل، وكما في التاريخ: لخمس خلون، ونحو هذا، ومنه قوله تعالى: {لا يجليها لوقتها} [الأعراف: 187] ومنه قول الشاعر: الوافر:
إذا هبت لقاربها الرياح

و: (المريج): معناه: المختلط، قاله ابن زيد، أي بعضهم يقول ساحر، وبعضهم كاهن، وبعضهم شاعر إلى غير ذلك من تخليطهم، وكذلك عادت فكرة كل واحد منهم مختلطة في نفسها، قال ابن عباس: المريج: المنكر. وقال مجاهد: الملتبس، والمريج المضطرب أيضًا، وهو قريب من الأول، ومنه الحديث: «مرجت عهود الناس» ومنه {مرج البحرين} [الفرقان: 53، الرحمن: 19] وقال الشاعر أبو دؤاد:
مرج الدين فأعددت له ** مشرف الحارك محبوك الكتد

ثم دل تعالى على العبرة بقوله: {أفلم ينظروا إلى السماء} الآية، {وزيناها} معناه: بالنجوم. و(الفروج) الفطور والشقوق خلالها وأثناءها، قاله مجاهد وغيره، وحكى النقاش أن هذه الآية تعطي أن السماء مستديرة، وليس الأمر كما حكي، إذا تدبر اللفظ وما يقتضي. و(الرواسي): الجبال. و(الزوج): النوع. و(البهيج) قال ابن عباس وقتادة وابن زيد هو: الحسن المنظر، وقوله عز وجل: {تبصرة وذكرى} منصوب على المصدر بفعل مضمر. و: (المنيب) الراجع إلى الحق عن فكرة ونظر. قال قتادة: هو المقبل بقلبه إلى الله وخص هذه الصنيفة بالذكر تشريفًا من حيث هي المنتفعة بالتبصرة والذكرى، وإلا فهذه المخلوقات هي تبصرة وذكرى لكل بشر. وقال بعض النحويين: {تبصرة وذكرى} مفعولان من أجله، وهذا يحتمل والأول أرجح.
{وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكًا فَأَنْبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ (9)}.
قوله تعالى: {ماء مباركًا} قيل يعني جميع المطر، كله يتصف بالبركة وإن ضر بعضه أحيانًا، ففيه مع ذلك الضر الخاص البركة العامة. وقال أبو هريرة: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا جاء المطر فسالت الميازيب قال: (لا محل عليكم العام) وقال بعض المفسرين: {ماء مباركًا} يريد به ماء مخصوصًا خالصًا للبركة ينزله الله كل سنة، وليس كل المطر يتصف بذلك.
{وحب الحصيد} الحنطة. و: {باسقات} معناه: طويلات ذاهبات في السماء، ومنه قول ابن نوفل في ابن هبيرة: مجزوء الكامل مرفّل:
يا ابن الذين لمجدهم ** بسقت على قيس فزارهْ

وروى قطبة بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قرأ: {باصقات} بالصاد، قال أبو الفتح الأصل: السين وإنما الصاد بدل منه، لاستعلاء القاف. و{الطلع} أول ظهور التمر في الكفرى وهو أبيض منضد كحب الرمان. فما دام ملتصقًا بعضه ببعض فهو {نضيد}، فإذا خرج من الكفرى تفرق فليس بنضيد. و: {رزقًا} نصب على المصدر والضمير في: {به} عائد على المطر. ووصف البلدة ب (ميت) على تقدير القطر والبلد.
وقرأ الناس {ميْتًا} مخففًا، وقرأ أبو جعفر وخالد {ميّتًا} بالتثقيل.
ثم بين تعالى موضع الشبه فقال: {كذلك الخروج}، هذه الآيات كلها إنما هي أمثلة وأدلة على البعث. و{الخروج} يريد به من القبور، {وأصحاب الرس} قوم كان لهم بئر عظيمة وهي {الرس}، وكل ما لم يطو من بئر أو معدن أو نحوه فهو رسّ. وأنشد أبو عبيدة للنابغة الجعدي:
سبقت إلى قرطبا هل ** تنابلة يحفرون الرساسا

وجاءهم نبي يسمى حنظلة بن صفوان فيما روي فجعلوه في {الرس} وردموا عليه. فأهلكهم الله، وقال كعب الأحبار في كتاب الزهراوي: {أصحاب الرس} هم أصحاب الأخدود وهذا ضعيف. لأن أصحاب الأخدود لم يكذبوا نبيًا، إنما هو ملك أحرق قومًا. وقال الضحاك {الرس}: بئر قتل فيها صاحب ياسين، قال منذر وروي عن ابن عباس أنهم قوم عاد.
و{الأيكة}: الشجر الملتف، وهم قوم شعيب، والألف واللام من {الأيكة} غير معرفة، لأن (أيكة) اسم علم كطلحة يقال أيكة وليكة، فهي كالألف واللام في الشمس والقمر وفي الصفات الغالبة وفي هذا نظر. وقرأ {الأيكة} بالهمز أبو جعفر ونافع وشيبة وطلحة.
{وقوم تبع} هم حمير و{تبع}- سم فيهم، يذهب تبع ويجيء تبع ككسرى في الفرس وقيصر في الروم، وكان أسعد أبو كرب أحد التبابعة رجلًا صالحًا صحب حبرين فتعلم منهما دين موسى عليه السلام ثم إن قومه أنكروا ذلك عليه فندبهم إلى محاجة الحبرين، فوقعت بينهم مجادلة، واتفقوا على أن يدخلوا جميعهم النار التي في القربان، فمن أكلته فهو المبطل، فدخلوها فاحترق {قوم تبع}، وخرج الحبران تعرق جباههما، فهلك القوم المخالفون وآمن سائر {قوم تبع} بدين الحبرين.
وفي الحديث اختلاف كثير. أثبت أصح ذلك على ما في سير ابن هشام. وذكر الطبري عن سهل بن سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا تلعنوا تبعًا، فإنه كان قد أسلم» وحكى الثعلبي عن ابن عباس أن تبعًا كان نبيًا.
وقوله تعالى: {كل كذب الرسل} قال سيبويه، التقدير: كلهم وحذف لدلالة كل عليه إيجازًا. و{الوعيد} الذي حق: هو ما سبق به القضاء من تعذيب الكفرة وإهلاك الأمم المكذبة، ففي هذا تخويف من كذب محمدًا صلى الله عليه وسلم.
وقوله تعالى: {أفعيينا} توقيف للكفار وتوبيخ وإقامة للحجة الواضحة عليهم، وذلك أن جوابهم على هذا التوقيف هو لم يقع عي، ثم هم مع ذلك في لبس من الإعادة. وهذا تناقض، ويقال عيى يعيى إذا عجز عن الأمر ويلح به، ويدغم هذا الفعل الماضي من هذا الفعل ولا يدغم المستقبل منه فيقال عي، ومنه قول الشاعر عبيد بن الأبرص:
عيوا بأمرهم كما ** عيت ببيضتها الحمامه

و{الخلق الأول} إنشاء الإنسان من نطفة على التدريج الملعوم، وقال الحسن: {الخلق الأول} آدم عليه السلام، حكاه الرماني، واللبس: الشك والريب واختلاط النظر. والخلق الجديد: البعث في القبور. اهـ.

.قال أبو حيان في الآيات السابقة:

{ق والقرآن الْمَجِيدِ (1)}.
هذه السورة مكية، قال ابن عطية: بإجماع من المتأولين.
وقال صاحب التحرير: قال ابن عباس، وقتادة: مكية إلا آية، وهي قوله تعالى: {ولقد خلقنا السموات والأرض} الآية.
ومناسبتها لآخر ما قبلها، أنه تعالى أخبر أن أولئك الذين قالوا آمنا، لم يكن إيمانهم حقًا، وانتفاء إيمانهم دليل على إنكار نبوة الرسول صلى الله عليه وسلم، فقال: {بل عجبوا أن جاءهم منذر}.
وعدم الإيمان أيضًا يدل على إنكار البعث، فلذلك أعقبه به.
وق حرف هجاء، وقد اختلف المفسرون في مدلوله على أحد عشر قولا متعارضة، لا دليل على صحة شيء منها، فأطرحت نقلها في كتابي هذا.
{والقرآن} مقسم به و{المجيد} صفته، وهو الشريف على غيره من الكتب، والجواب محذوف يدل عليه ما بعده، وتقديره: أنك جئتهم منذرًا بالبعث، فلم يقبلوا.
{بل عجبوا}، وقيل: ما ردوا أمرك بحجة.
قال الأخفش والمبرد والزجاج: تقديره لتبعثن.
وقيل: الجواب مذكور، فعن الأخفش قد علمنا ما تنقص الأرض منهم؛ وعن ابن كيسان، والأخفش: ما يلفظ من قول؛ وعن نحاة الكوفة: بل عجبوا، والمعنى: لقد عجبوا.
وقيل: إن في ذلك لذكرى، وهو اختيار محمد بن علي الترمذي.
وقيل: ما يبدل القول لديّ، وهذه كلها أقوال ضعيفة.
وقرأ الجمهور: {قاف} بسكون الفاء، ويفتحها عيسى، ويكسرها الحسن وابن أبي إسحاق وأبو السمال؛ وبالضم: هارون وابن السميفع والحسن أيضًا؛ فيما نقل ابن خالويه.
والأصل في حروف المعجم، إذا لم تركب مع عامل، أن تكون موقوفة.
فمن فتح قاف، عدل إلى الحركات؛ ومن كسر، فعلى أصل التقاء الساكنين؛ ومن ضم، فكما ضم قط ومنذ وحيث.
{بل عجبوا أن جاءهم منذر منهم}: إنكار لتعجبهم مما ليس بعجب، وهو أن ينذرهم بالخوف رجل منهم قد عرفوا صدقه وأمانته ونصحه، فكان المناسب أن لا يعجبوا، وهذا مع اعترافهم بقدرة الله تعالى، فأي بعد في أن يبعث من يخوف وينذر بما يكون في المآكل من البعث والجزاء.
والضمير في {بل عجبوا} عائد على الكفار، ويكون قوله: {فقال الكافرون} تنبيهًا على القلة الموجبة للعجب، وهو أنهم قد جبلوا على الكفر، فلذلك عجبوا.
وقيل: الضمير عائد على الناس، قيل: لأن كل مفطور يعجب من بعثة بشر رسولًا من الله، لكن من وفق نظر فاهتدى وآمن، ومن خذل ضل وكفر؛ وحاج بذلك العجب والإشارة بقولهم: {هذا شيء عجيب}، الظاهر أنها إلى مجيء منذر من البشر.
وقيل: إلى ما تضمنه الإنذار، وهو الإخبار بالبعث.
وقال الزمخشري: وهذا إشارة إلى المرجع.
انتهى، وفيه بعد.
وقرأ الجمهور: {أئذأ} بالاستفهام، وهم على أصولهم في تحقيق الثانية وتسهيلها والفصل بينهما.
وقرأ الأعرج، وشيبة، وأبو جعفر، وابن وثاب، والأعمش، وابن عتبة عن ابن عامر: {إذا} بهمزة واحدة على صورة الخبر، فجاز أن يكون استفهامًا حذفت منه الهمزة، وجاز أن يكونوا عدلوا إلى الخبر وأضمر جواب إذا، أي إذا متنا وكنا ترابًا رجعنا.
وأجاز صاحب اللوامح أن يكون الجواب رجع بعيد على تقدير حذف الفاء، وقد أجاز بعضهم في جواب الشرط ذلك إذا كان جملة اسمية، وقصره أصحابنا على الشعر في الضرورة.
وأما في قراءة الاستفهام، فالظرف منصوب بمضمر، أي: أنبعث إذا متنا؟ وإليه الإشارة بقوله ذلك، أي البعث.
{رجع بعيد}، أي مستبعد في الأوهام والفكر.
وقال الزمخشري: وإذا منصوب بمضمر معناه: أحين نموت ونبلى نرجع؟ انتهى.
وأخذه من قول ابن جني، قال ابن جني: ويحتمل أن يكون المعنى: أئذا متنا بعد رجعنا، فدل رجع بعيد على هذا الفعل، ويحل محل الجواب لقولهم أئذا.
وقال الزمخشري: ويجوز أن يكون الرجع بمعنى المرجوع، وهو الجواب، ويكون من كلام الله تعالى استبعادًا لإنكارهم ما أنذروا به من البعث، والوقف قبله على هذا التفسير حسن.
فإن قلت: فما ناصب الظرف إذا كان الرجع بمعنى المرجوع؟ قلت: ما دل عليه المنذر من المنذر به، وهو البعث. انتهى.
وكون ذلك رجع بعيد بمعنى مرجوع، وأنه من كلام الله تعالى، لا من كلامهم، على ما شرحه مفهوم عجيب ينبو عن إدراكه فهم العرب.
{قد علمنا ما تنقص الأرض منهم}: أي من لحومهم وعظامهم وآثارهم، قاله ابن عباس ومجاهد والجمهور، وهذا فيه رد لاستبعادهم الرجع، لأن من كان عالمًا بذلك، كان قادرًا على رجعهم.
وقال السدي: أي ما يحصل في بطن الأرض من موتاهم، وهذا يتضمن الوعيد.
{وعندنا كتاب حفيظ}: أي حافظ لما فيه جامع، لا يفوت منه شيء، أو محفوظ من البلى والتغير.
وقيل: هو عبارة عن العلم والإحصاء.
وفي الخبر الثابت أن الارض تأكل ابن آدم الأعجب الذنب، وهو عظم كالخردلة منه يركب ابن آدم.
{بل كذبوا بالحق لما جاءهم}: وقدروا قبل هذا الإضراب جملة يكون مضروبًا عنها، أي ما أجادوا والنظر، بل كذبوا.
وقيل: لم يكذبوا المنذر، بل كذبوا، والغالب أن الإضراب يكون بعد جملة منفية.
وقال الزمخشري: بل كذبوا: إضراب أتبع الإضراب الأول للدلالة على أنهم جاءوا بما هو أفظع من تعجبهم، وهو التكذيب بالحق الذي هو النبوة الثابتة بالمعجزات. انتهى.
وكان هذا الإضراب الثاني بدلًا من الأول، وكلاهما بعد ذلك الجواب الذي قدرناه جوابًا للقسم، فلا يكون قبل الثانية ما قدروه من قولهم: ما أجادوا النظر، {بل كذبوا بالحق}، والحق: القرآن، أو البعث، أو الرسول صلى الله عليه وسلم، أو الإسلام، أقوال.